الاثنين، 13 مايو 2013

الإدراك في السلوك التنظيمي

تعريف الإدراك :
هو العملية التي يقوم من خلالها الفرد بتنظيم وتفسير انطباعاته الحسية يكي يضيف معنى للبيئة التي يوجد فيها.
فالافراد المختلفين قد ينظرون الى نفس الشيئ وبالرغم من هذا يدركونه بطريقة مختلفة والحقيقة لايوجد احمد منا يرى الواقع كما هو , ولكن مانفعله هو تفسير لما نراه والذي نطلق عليه الواقع .
إذن فأهم شيئ يعنينا هو كلمة تفسير لان الفرد يبني تصرافاته على تفسيره للواقع وفقاً لنظامه الادراكي بدلاً من تفسير الواقع نفسه .

الإطار الاساسي للإدراك :
(العمليات العقلية):
يعكس هذا الاطار العوامل التي تؤدي الى الاختلاف في تفسير الافراد لنفس الشيئ فالشيئ هو اول مرحلة يبداء بها الاطار الادراكي وقد يكون هذا الشئ فرداً اخر او حدث معين او نشاط ويمثل الشئ نقطة التركيز على عملية الادراك .
والمثير هو الذي يجذب اهتمام الفرد بهذا الشئ المعين ثم يقوم الفرد بعد ذلك بإدراك هذا الشئ او التعرف عليه ثم تفسيره وتؤدي طريقة تفسير الفرد لهذا الشئ الى احداث الفرد لاستجابه معينة وقد تنطوي هذه الاستجابه على سلوك ظاهر او قد تؤدي الى تغيير فر اتجاهات الفرد او قد تنطوي على الاثنين معاً .

العمليات الادراكية في المنظمة :
يفيد التصور السابق كمقدمة عامة للادراك كما انه يفيد في فهم الخصائص والعمليات التي تؤثر على الادراك والادراك يتأثر بعدة خصائص ومنها :
1. خصائص الشئ موضوع الادراك ( ماهو الذي ندركه)
2. خصائص الفرد ( الذي يقوم بعملية الادراك )
3. العمليات الموقفية

أولاً : خصائص الشئ موضوع الادراك :
يتأث الادراك بخصائص الشئ التي تميزه عما يحيط به من أشياء او خصائص التي تجذب انتباه الفرد الى معرفته وتتمثل هذه الخصائص في التباين والتركيز والحركة والتكرار والحداثة والحجم .
- التباين : افذا اختلف او تباين الشئ مع مايحيط به بطريقة او بأخرى يكون من السهر ملاحظته , فالمدير الذي يجري مقابلة مع 20 سيدة لشغل وظيفة ما ورجل واحد سوف يتذكر الرجل اكثر ويرجع هذا ببساطة الى التضاد .
- الكثافة او قوة التركيز : قد تختلف الاشياء ايضاً في قوة تركيزها مثل كثافة او تركيز اللون والعمق والصوت فمثلاً يميل الافراد الى الانصات باهتمام لصياح فرد اخر او على العكس لهمس فرد اخر لان تركيز الصوت في الحالتين غير عادي .
- الحركة : حيث يميل الافراد الى تركيز الاهتمام اولاً على الاشياء المتحركة او المتغيرة فالحركة تثير الاهتمام بشئ معين قبل ان يبداء الاهتمام بالبيئة المحيطة بهذا الشئ بصفة عامة فمثلاً يلاحظ الافراد الانوار التي تطفئ وتضيئ في الاعلانات الموجودة بشارع مظلم .
- التكرار : يمكن ان يزيد التكرار من ملاحظة واهتمام الفرد بشئ معين فالافراد يستدعوا معظم الاعلانات عن الكوكاكولا لسبب بسيط هو تكرارها المستمر في التلفزيون والراديو فمثلاً ان طلب تكرار مرؤوس مرات عديدة فان الرئيس سيذكر هذا الطلب لتكراره .
- الحداثة : يثر حداثة الشيئ تككرار الفرد لهذا الشئ فالفرد قد يتذكر افراد معينة يختلف سلوكهم عما هو متوقع منهم وايضاً فاللمدير الذي يلبس كل يوم بدلة رمادية اللون عندما يلبس يوم بدلة بنية اللون سوف يلاحظ المرؤوسين بسرعة رغم ان اللون البني لون عادي ولكن لحداثة الظاهرة او الحدث بالنسبة لما اعتاد عليه المدير .
- الحجم : كلما كبر حجم الشيئ كلما زادت فرصة ادراكه .

ثانياً : خصائص الفرد :
تؤثر خصائص الفرد ايضاً في الكيفية التي يدرك ويفسر بها الفرد الاشياء .
- شعور الفرد بأهمية الشئ بالنسبة له : فكلما زادت اهمية الشئ بالنسبة للفرد كلما زاد تركيز وانتباه الفرد لإدراك هذا الشئ .
- الحالة النفسية او المزاجية للفرد : وهي استجابة نفسية قصيرة الاجل تنتج عن ظروف بيئة مختلفة .
- التجاهات الفرد : وهي شعور طويل الاجل تجاه الاشياء وتؤثر الاتجاه في ادراك الفرد.
- مفهوم الذات : ويمثل مفهوم الذات ادراك الفرد لنفسه , فالفرد الذي لديه مفهوم ذاتي جيد يميل الى ان يرى الاشياء بإجابية وتفاؤل والعكس صحيح .
- شخصية الفرد : تمثل الشخصية مجموعة من الخصائص المميزة والسمات الشخصية التي تميز الفرد عن غيره وتؤدي السمات الشخصية المختلفة الى اختلاف في طريقة ادراك الافراد والتي تفسر البيئة المحيطة .

ثالثاً : العمليات الموقفية :
تعمل العمليات الموقفية كاداة تقنية , تعمل العمليات الموقفية كأداة تنقية بمعنى ان المعلومات الموضوعية من البيئة تفسر وتشكل كما يدركها الفرد فمعرفة الفرد عن البيئة تتأثر بخصائص كل من الشئ المدرك والفرد وقد يحدث ايضاً نوع من التفاعل التدريجي المميز بين المواقف المعينة وبين الفرد والشئ المدرك ويعني هذا ان نفس الشئ يمكن ان يدرك بطريقة مختلفة بنفس الفرد في المواقف المختلفة .
ومن العمليات الموقفية الرئيسية التي يمكن ان تؤثر على مدى صحة النطباعات الفرد عن الاخرين :
1. حداثة المثيرات
2. الاعتماد على الخصائص الرئيسية
3. النظريات الشخصية الضمنية
4. الإسقاط
5. خطأ التعميم 
(1) حداثة المثيرات :
يكون الفرد انطباعاته عن الاخرين بسرعة ويرجع سبب هذا الانطباع السريع الى ميل الفرد الى الاعتماد على الدلائل والمؤشرات التي يقابلها في بداية علاقته والاعتماد على الدلائل والمؤشرات المبدئية تسمى التأثير الاولي او الاسبق .
وعادة مايكون الانطباعات الاولية تأثير ممتد وعلى هذا فان الفرد الذي يستطيع ان يعطي رئيسه انطباع اولى جيد عنه في بداية عمله يكون بذك قد ضمن استمرار هذا الانطباع عند رئيسه ومع ذلك فأن الانطباعات الاكثر حداثة احياناً يمكون لها التأثير الاكبر في استمرار انطباع الفرد .
(2) الاعتماد على الخصائص الرئيسية او المركزية :
بالرغم من ان الفرد المردك يميل الى الاعتماد على المعلومات الاولية عندما ينمي ادراكه فان هذه المؤشرات المبدئية تختلف من فرد لآخر ولا تحصل على نفس الاهمية فالفرد يميل الى تنظيم ادراكة حول خصائص مركزية اي الخصائص الشخصية للهدف او الشيئ الذي يقوم بإدراكه فرد آخر مثلاً والتي تكون موضوع اهتمامه الشخصي فمثلاً اذا كون احد المهندسين في العمل انطباع عن زميل له في العمل فانه سيبني هذا الانطباع حول صفة مركزية وهي القدرات العقلية ومع ذلك لايتساوى كل المهندسين الاخرين في تكوين نفس الانطباع ولا في اعتبار هذه الخاصية .
ويمكن ان نضرب مثلاً اخر هو ان المظهر الجسماني الخارجي يعد خاصية مركزية شائعة في مواقف العمل فقد اظهرت الابحاث ان هناك ميل لادراك الفرد حسن البنية والمظهر على انه شخص جيد حتى وان كانت هذه الصفة غير موجودة فعلاً .
(3) النظريات الشخصية الضمنية :
كل فرد منا لديه شخصية ضمنيه فيما يتعلق بماهية الخصائص الشخصية التي تتوافق وتتسق مع بعضها البعض هذا مايسمى بالنظرية الشخصية الضمنية فمثلاً يمكن ان نتوقع ان الفرد الجاد في عمله يكون يكون ايضاً انسان شريف وصادق او ان الطالب الذي يتغيب كثيراً عن محاضراته طالب فاشل وغير ذكي وعلى قدر صحة هذه النظرية الشخصية الضمنية على قد مايكون هناك اساساً لسوء الفهم.
(4) الاسقاط : 
والاسقاط عادة مايؤدي الى سوء الفهم او الى نتائج اسواء من هذا فكلما كان هناك قصوراً في المعلومات لاثبات عكس الشئ كلما افترض الفرد ان الاخرين يشبهون له تماماً ويسمى ميل الفرد لاستخدام واعزاء افكاره ومشاعره الى الاخرين بالاسقاط وفي بعض الاحيان يكون الاسقاط استراتيجية ادراكية فعالة فعلى الاقل ان الافراد الذين لديهم نفس الخلفية والاهتمامات غالباً مايفكرون ويشعرون بطريقة مشابهة فليس غريب على رجل اعمال رأسمالي ان ينظر الى رجال الاعمال الآخرين على انهم يفضلون نظام السوق الحر ويرفضون التدرخل الحكومي , ولكن بالرغم من فاعلية الاسقاط احياناً الا انه قد يؤدي احياناً اخرى الى بعض الصعوبات الادراكية , فمثلاً رئيس المخازن الشريف او الامين عندما يدك الاخرين من العاملين معه على انهم امناء فانه من المحتمل ان يكتشف اختفاء بعض المخزون , وفي حالة الخصائص غير المحببة او الغير آمنه فإن الاسقاط يمكن ان يعمل كشكل من اشكال الدفاع الادراكي اي ان الفرد غير الامين يمكن ان يقنع نفسه بقوله بأنه من المحتمل ان اسرق او ارتشي لان كل الافراد يتصرفون بنفس الطريقة وهنا مثل هذا النوع من الادراك قد يستخدم لتبرير تصرفات الفرد .
(5) خطأ التعميم  :
ويمثل خطأ التعميم عملية موقفية اخرى ويؤثر خطأ التعميم على الادراك عندما نترك خاصية واحدة تغلب على تقييمنا للخصائص الاخرى للفرد , فمثلاً عندما تعتبر ان فرداً ما صديقاً يمكن ان نفترض ان هذا الفرد لديه ولاء ومتعاون ولطيف حتى ولو كانت هناك دلائل تشير الى وجود عكس هذه الصفات .
فخطأ التعميم يمثل طريقة اخرى لتكوين انطباع عن الاخرين وتتمثل في افتراض ان هؤلاء الافراد لديهم خصائص معينه موجودة ضمنياً نتيجة تصنيفهم في تصنيف معين , هذا الميل الادراكي يسمى "تعميم" ومن الفئات التي يمكن ان يصنف الفرد من خلالها الاخرين : ( الجنس - العمر - اللون - الخلفية الدينية - الطبقة الاجتماعية - الوظائف والمهن - ) وهناك ثلاث جوانب محددة للتعميم وتتمثل في :
* تمييز فئة او مجموعة من الافراد (اساتذة الجامعة).
* افتراض امتلاك الافراد في هذه الفئة لخصائص معينة ( غير منظمين - يتأمرون كثيراً ) .
* ادارك او تصور ان كل فرد في هذه المجموعة يمتلك هذه الخصائص ( كل اسائذة الجامعة - غير منظمين - يتأمرون كثيراً ) .
وليس كل تعميم يكون سيئاً فمثلا قد يقوم الفرد بتعميم طيب او مفضل لتصنيف فئة اجتماعية ينتمي اليه مثل " طلبة الجامعة " ويساعد التعميم على تنمية انطباعات عن الاشياء او المواقف الغامضة , ويكون الفرد دائماً متآلفاً مع الافراد المنتمين الى تصنيفه او مجموعته .
وفي المتوسط يمكن القول ان كل التعميمات غير صحيحة اي ان معظم التعميمات خاطئة خاصة اذا ما استخدمت لتنمية الادراك عند افراد معينين ويأتي هذا من حقيقة مؤداها ان التعميم ينمي نتيجة عدم وجود معلومات كافية وجيدة عن مجموعة معينة .
في الواقع ان التعميم غير الصحيح يقوى ويدعم من خلال وجود عاملين : 
- انه حتى التعميم غير الصحيح فهو يساعد في تشغيل او تكوين معلومات عن الاخرين بسرعة وبكفاءة فأحياناً يكون من الاسهل على الفرد ان يعتمد على تعميم خاطئ عن اكتشافه للطبيعة الحقيقية والفعلية للشئ المدرك .
- يدعم ويقوي التعميم الخاطئ بالادراك الانتقائي فمثلاً عندما يعمم المرؤوس المصري ان المديرين المصريين متشددين فانه من الصعب ان يلاحظ وجود مدير يتصف باللين .

المرجع: دكتور أسامة حسين محي الدين - علم السلوك التنظيمي - رقم الايداع (2010/8256) - الترقيم الدولي (87403-17-977) - ص 55: 61

هناك 6 تعليقات:

  1. مشكور بارك الله فيك

    ردحذف
  2. مشكور بارك الله فيك

    ردحذف
  3. من فضلكم أجيبوا على سآلي هذا : كيف نتحكم في سلوك الفرد من خلال موضوع الإدراك
    أريد الرد في أسرع وقت من فضلكم ..تأجرون إن شاء الله

    ردحذف
  4. من فضلكم أجيبوا على سآلي هذا : كيف نتحكم في سلوك الفرد من خلال موضوع الإدراك
    أريد الرد في أسرع وقت من فضلكم ..تأجرون إن شاء الله

    ردحذف
  5. جيبوا لي العلاقه بين الاراك والعملية الإدارية في السلوك التنظيمي بليزززز😭🥺🥺🥺

    ردحذف
  6. نبي مثال او مضمون يحكي على الادراك والسلوك التنظيمي ضروري بليزززز

    ردحذف